ما هو اللبيدو
يمكن وصف اللبيدو بأنه قوة باطنية توجد داخل الفرد ، تهدف للانطلاق والتعبير عن ذاتها والوصول إلى أهدافها في حرية مطلقة والتي كانت موجودة في الحياة البدائية التي عاشها الإنسان قبل وجود المدنية وقوانينها ، وقبل وجود نظم وشرائع تحد من حرية الإنسان .
رأي العلماء في تفسير معنى اللبيدو
اختلف العلماء في تحديد ماهية اللبيدو وتحديد أهميته . لذلك سنعرض أهم العلماء الذين وضحوا مفهوم اللبيدو :رأي فرويد في اللبيدو
يُعتبر فرويد من أهم الأطباء في عصره وهو طبيب نمساوي اختص في الأمراض العصبية والعقلية ، وكان أول من وضع علم النفس وقوانين التحليل النفسي بعد عمله لعدة سنوات و قيامه بأبحاث عديدة ومتنوعة لاستكشاف أسباب ومصادر الأمراض النفسية .
لقد وصف فرويد اللبيدو بأنه دافع جنسي على درجة كبيرة من الأهمية لأن جميع الأمراض العصبية والنفسية تكون نتيجة لما يتعرضه هذا الدافع من تنازع في بداية حياة الطفل . ونظراً لهذا كان اهتمام فرويد واتباعه موجه لمعرفة أثر اللبيدو على
الحياة الجنسية ابتداءً من مراحل الطفولة المبكرة مستخدماً في ذلك وسائل التحليل النفسي .
رأي يونغ في اللبيدو
يعتبر يونغ أحد زملاء فرويد ومساعده الأول .وقد أطلق يونغ على اللبيدو لقب " دافع الذاتية " ويتضمن هذا الدافع مجموعة رغبات الفرد وميوله الجاهزة للانطلاق واسترداد كامل حريتها للتعبير عن ذاتها ، كما أنه أشار إلى أن الدافع الجنسي واحد من دوافع اللبيدو وليس هو الوحيد .
واتخذ يونغ من هذه الأفكار أساس لتقديم العلاج المناسب للمرضى حيث كان يبحث عن أي رغبة مكبوتة وكل هدف لم يتحقق و أي أمر واجه نزاع داخلي . لتحليله ومن ثم العمل على معالجته.
رأي أدلر في اللبيدو
يعتبر أدلر عالم نفسي شارك في أبحاث فرويد وكان مهتم بأفكاره ومتأثراً بها .
وقد وصف أدلر اللبيدو ب " الطموح الذاتي " أي أنه الدافع الباطني الراغب في السمو والكمال . كما أنه يشير إلى أن خيبة هذا الدافع في تحقيق أهدافه سبب رئيسي لإصابة الفرد بأمراض عصبية ونفسية .مراحل تكوّن اللبيدو
بعد أن وصف العالم الشهير فرويد اللبيدو بأنه عبارة عن طاقة قوية ذات طابع جنسي ، وضح أثر هذه الطاقة على تكوّن شخصية الفرد من خلال نظريته العامة عن المراحل النفسية الجنسية.
حيث اعتقد فرويد أن الشخصية تنمو وتتطور من خلال مرورها بسلسلة من مراحل الطفولة ، تختلف كل مرحلة عن سابقتها باختلاف المناطق التي تُثير الشهوة الجنسية وتكون هذه المناطق من الجسد حساسة بشكل خاص للتحفيز .
و هذه المراحل عبارة عن خمس مراحل نفسية جنسية وهي بالترتيب :
المرحلة الفموية ، المرحلة الشرجية ، المرحلة القضيبية ، مرحلة الكمون ، مرحلة الأعضاء التناسلية .
وتتميز كل مرحلة بمنطقة جنسية معينة تكون مصدر للإحساس بالمتعة والإشباع .
أولاً : المرحلة الشفوية
يعيشها الطفل مُنذُ الميلاد إلى عمر السنة . تكون المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية : الفم .
في هذه المرحلة يكون المصدر الرئيسي للتفاعل هو عن طريق الفم ، بحيث يستمد الرضيع المتعة من خلال التحفيز الفموي عن طريق القيام بأنشطة مُرضية له مثل التذوق ومص ثدي الأم ومص الأصبع .
والصراع الأساسي الذي يواجهه الطفل في هذه المرحلة هي عملية الفطام ، وفي حال حدث التثبيت في هذه المرحلة يعتقد فرويد أن الشخص سيواجه مشاكل مثل التبعية والعدوان . ومشكلات أخرى مثل التدخين وقضم الأظافر .ثانياً : المرحلة الشرجية
تمتد منذ عمر سنة إلى ثلاثة سنوات . تكون المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية : التحكم في عملية البُراز والمثانة .
يُعتبر التحكم في عملية البراز والمثانة المحرك الأساسي للرغبة الجنسية في هذه المرحلة .
والصراع الحقيقي الذي يواجهه الفرد في هذه المرحلة هو التدريب على استخدام المرحاض . حيث يتطلب من الطفل التحكم في احتياجاته الجسدية ، كما يؤدي تلبية رغبات وشهوات هذه المرحلة إلى شعور الفرد بالإنجاز والاستقلالية .ثالثاً : المرحلة القضيبية
تمتد من السنة الثالثة إلى الست سنوات . المنطقة المثيرة للشهوة الجنسية هي : الأعضاء التناسلية .
يبدأ الأطفال في هذا العمر بالتركيز على أعضائهم التناسلية ، كما يبدأون باكتشاف الفروق بين الذكور والإناث .
كما يعتقد فرويد أن الأولاد يعتبرون آبائهم منافسين لهم في اكتساب مشاعر الأم . وفي حال حدوث خلل في التعبير عن هذه المرحلة أو حدوث كبت . يكون هناك احتمال كبير لظهور عقدة أوديب في هذه المرحلة والمقصود بها سيطرة مشاعر الرغبة في امتلاك الأم والغيرة من الأب والرغبة في التخلص منه .
رابعاً : مرحلة الكمون
تبدأ هذه المرحلة من سن السادسة إلى مرحلة البلوغ . لا توجد منطقة معينة مثيرة للشهوة الجنسية وذلك يعود إلى أن المشاعر الجنسية تكون غبر نشطة .
تعتبر الفترة الكامنة فترة استكشاف يتم فيها كبت وقمع الطاقة الجنسية . ولا تزول الطاقة الجنسية ، بل هي فقط تهدأ وتتسامى إلى مجالات أخرى مثل الأهداف الفكرية كالتفوق الدراسي .
خامساً : المرحلة التناسلية
تبدأ هذه المرحلة منذ سن البلوغ حتى نهاية العمر . تأتي الشهوة الجنسية من نضوج الأعضاء التناسلية .