التوتر النفسي وطرق التخلص منه

قد يمر الجميع بمجموعة من الضغوطات التي تؤدي إلى التوتر ، ولكن كل شخص يختلف عن الآخر بطريقة استجابة جسده لتلك الضغوطات ، وفي ما يلي سوف نتحدث عن التوتر النفسي مظاهره أسبابه أنواعه وطرق التخلص منه.

ما هو التوتر النفسي

لا يوجد مفهوم واحد للتوتر بل هناك عدة مفاهيم ومن تلك المفاهيم :

  • يمكن تعريف التوتر بأنه نوع من التغيير يصيب الشخص نتيجة تعرضه لضغوط عاطفية أو نفسية أو جسدية .
  • أنه استجابة البدن لأي حدث يتطلب الانتباه والتركيز .
  • يشار إلى التوتر أنه رد فعل جسدي ونفسي للشخص نتيجة تعرضه لمجموعة من المواقف أو الضغوطات مثل الصراعات الاجتماعية و بيئة العمل المضطربة و المشكلات الشخصية أو العائلية ، وتسهم ردود الفعل تلك إلى مساعدة العقل والجسد في التكيف أسرع مع الموقف.

مظاهر التوتر النفسي

معاناة الشخص من التوتر النفسي على المدى الطويل يؤدي إلى التنشيط المستمر للجهاز العصبي اللإرادي المسؤول عن ضربات القلب ومعدل التنفس والعمليات الحيوية للجسد ، فيظهر على الشخص علامات وأعراض جسدية ونفسية تشير إلى أنه يمر بفترة توتر ومن تلك الأعراض :

1. الأعراض الجسدية

  • ألم في الصدر .
  • تسارع ضربات القلب .
  • صعوبات في النوم .
  • صداع و دوار .
  • ارتفاع ضغط الدم .
  • الشعور بالغثيان .
  • أوجاع واضطرابات في الجهاز الهضمي .
  • ضعف جهاز المناعة .
  • الإرهاق الدائم .
  • أوجاع متفرقة في الجسد .
  • ضيق في التنفس .
  • انخفاض الدافع الجنسي .

الأعراض العاطفية النفسية

  • الانفعال والغضب الشديدين .
  • القلق .
  • الإصابة بنوبات هلع .
  • الاكتئاب .
  • صعوبة في التركيز .
  • صعوبة في التذكر .
  • تغيرات في المزاج .
  • الإحباط الدائم .

أنواع التوتر النفسي

أشارت البحوث إلى وجود ثلاثة أنواع رئيسية للتوتر النفسي قد يعاني منها الشخص وهي :

أولاً : التوتر النفسي الحاد

يحدث نتيجة لتعرض الشخص لموقف مفاجئ صادم أو صعب ، يستهيج فيه الجسد ويكون الشخص في حالة انفعالية قوية ، ويزول هذا التوتر بعد فترة قصيرة أو بعد انتهاء الحدث ومن أمثلته اصطدام الشخص بسيارة ، أو تقديم الشخص امتحان مهم .

ثانياً : التوتر النفسي الحاد العرضي

يعاني الشخص من التوتر الحاد العرضي نتيجة تعرضه لأزمات متعددة بشكل متكرر دون وجود فترات راحة بين المشاكل ، هذا ما يؤدي إلى تراكم الضغوط والآثار التراتبية للأزمات وجعل الشخص أكثر حدية وغضب ، و من مسببات هذا التوتر حصر الشخص بفترات ضيقة لإنجاز مهامه ، أو تولي الشخص أكثر من مهمة في وقت واحد .

ثالثاً : التوتر النفسي المزمن

ينتج هذا النوع من تعرض الشخص للأزمات والمشاكل المستمرة لفترات طويلة الأمد ، غالباً لا ينتهي هذا النوع من التوتر بسهولة بل يحتاج لفترة علاج وراحة ، ومن أمثلته تعرض الشخص للعنف المستمر ، والعيش في بيئة مليئة بالجرائم .

أسباب التوتر النفسي

على الرغم من وجود أسباب عديدة للتوتر إلا أن معرفة الجذر الحقيقي له يساعد الشخص بشكل كبير في إيجاد حلول للتخلص منه ، ومن أكثر الأسباب انتشاراً للتوتر النفسي ما يلي :

أولاً : الالتزامات المالية

تشكل الالتزامات المالية مصدر أساسي للتوتر ولاسيما إذا كان الشخص لا يستطيع تأمين ما يحتاجه من المال ، فيقع نتيجة لذلك تحت ضغوطات كبيرة ، ومن المواقف التي تسبب ضغوط مالية ، البطالة لفترة طويلة ، عدم القدرة على دفع الفواتير ، زيادة الديون . عدم القدرة على تأمين الحاجات الأساسية.

ثانياً : فقدان شخص عزيز

خسارة الشخص لأحد عزيز عليه سواء بالرحيل أو الموت يعد تجربة سيئة جداً يعاني فيها الشخص من الحزن و الإحباط ويرافق ذلك توتر الشخص بسبب شعوره بالخسارة وفقدان الحيلة والوحدة .

ثالثاً : خسارة العمل

لا يتوقف فقدان العمل على خسارة الدخل المادي للشخص فقط ، بل قد يؤثر في بعض الأحيان على ثقة الشخص بنفسه ، وعادةً ما يرافق عدم العثور على وظيفة مناسبة إلى الشعور باليأس والإحباط وتفاقم مستوى توتر الشخص .

رابعاً : الأحداث الصادمة

يقصد بتلك الأحداث ما تكون خارجة عن إرادة الشخص مثل الكوارث الطبيعية الزلازل والبراكين والفيضانات أو حوادث السيارات ، هذه الأنواع من الأحداث المفاجئة تسبب التوتر بشكل كبير وكذلك ممكن أن تؤدي إلى اضطراب ما بعد الصدمة .

خامساً : ضغوطات العمل

شعور الفرد بضرورة قيامه بالمزيد من الأعمال لكي يحافظ على وظيفته ، يجعل جسده وعقله في حالة توتر مستمرة ، كما يجعله أكثر عرضة للغضب والانفعال .

سادساً : العلاقات العاطفية

تواجد الشخص بعلاقة سيئة مليئة بالمشاحنات يجعله في حالة توتر دائم ، وقد ينتهي به المطاف بالطلاق أو الاستمرار بزواج غير سعيد والذي بدوره يزيد من حدة الحالة الانفعالية للشخص و زيادة توتره .

طرق التخلص من التوتر النفسي

لا يوجد طريقة واحدة للتخلص من التوتر النفسي إنما يركز في علاجه على تغيير الموقف ، وكذلك تطوير مهارات التعامل مع المواقف المفاجئة ، وتطبيق تقنيات الاسترخاء ، وعلاج الأعراض المرافقة للتوتر المزمن ، من التدخلات المفيدة للتخلص من التوتر التالي :

أولاً : اللجوء إلى العلاج السلوكي المعرفي الذي يهتم بتحديد الأفكار السلبية للشخص والتخلص منها .

ثانياً : أخذ الأدوية تحت إشراف طبي يساعد في معالجة الأعراض المرتبطة بالتوتر مثل مضادات الاكتئاب ، والمنومات ، ومضادات الحموضة ، أدوية التشنج القولوني ، والأدوية المضادة للقلق .

ثالثاً : تعلم التعامل مع الضغوطات

يجب على الفرد أن يدرك أن التوتر أمر لا مفر منه ، لكن يمكن السيطرة عليه من خلال فهم أسبابه و القيام ببعض الخطوات المكافحة له ومن تلك الخطوات :

1. ممارسة التمارين الرياضية

تساعد التمارين البدنية في تخليص العقل من الأفكار السلبية وزيادة الصحة العامة للجسد و إفراز هرمون السعادة بكمية أكبر وكذلك تفريغ الطاقة السلبية باستمرار ، هذا بدوره يجعل توتر الفرد أقل حدية ، لذا يجب على الشخص التأكد من ممارسة الرياضة لمدة لا تقل عن نصف ساعة مرتين في الأسبوع على الأقل .

2. ممارسة التأمل والاسترخاء

تسهم ممارسة التأمل والاسترخاء في زيادة وعي الفرد ، وإدراكه للأمور بشكل أفضل والذي بدوره يقلل من آثار التوتر والقلق .

3. قضاء وقت أطول مع الأصدقاء

التواجد لفترات زمنية أطول مع الأصدقاء يضمن وجود دعم عاطفي أكبر عند الأزمات والتخفيف من المشاعر المرتبطة بالتوتر ، كما أنه يعتبر طريقة فعالة في التخلص من التوتر ، سواء أكانت الجلسات مع الأصدقاء لطلب النصيحة أو لقضاء وقت ممتع فقط .

4. تناول أكل صحي

الالتزام بنظام غذائي مفيد يضمن حصول الفرد على العناصر الغذائية الضرورية والمياه الكافية لجسده مما يعزز الصحة الجسدية والعقلية للشخص ويساعد في استقرار الحالة المزاجية للفرد وتطويرها.

زر الذهاب إلى الأعلى